حكومة السودان المجيدة أرادت أن تغير الجنيه بالدينار لأن الدينار حسب فهمها أقرب الى تراثها . والعكس صحيح . فالدينار ينسب الى ديناريوس القيصر الرومانى الطاغية . والجنيه ينسب الى غينيا . فلقد كان الذهب الذى أتى من غينيا أكثر نقاء من الذهب العادى . ولهذا جعلوا ذلك الجنيه واحد وعشرين شلنا ، بدل العشرين شلنا العادية . وغينيا أقرب الينا من الامبراطورية الرومانية .
الجنيه السودانى كان اعلي من الاسترليني . وعندما سمح لنا بنك السودان بتغيير مائة جنيها في السبعينات بغرض الزيارة الي لندن دفعت خمسة وتسعين جنيها سودانيا لمائة استرلينى زائدا جنيهين ونصف رسوم تحويل وشيكات سياحية .
الكبار كانوا يقولون ( ما أديك فرطاقة. ) والفرطاقة هى نصف المليم . والجنيه يساوى ألف مليم أو مئة قرش . ونحن لم نحضر الفرطاقة ، ولكن تعاملنا بالمليم فى بداية الستينات . هنالك مثل يقول ( ملوخية بعشرة فضة ولا جميلة الخولى) . أى يفضل شراء الشيىء بالمال بدلا عن التزلل .
والقرش كان يقسّم الى أربعين وحدة . وعشرة فضة تعنى ربع القرش . والتعريفة هى نصف القرش .